أعلنت أبل مؤخراً عن آخر إصداراتها من الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية. لكن بدلاً من الانتقال في تصاميمها إلى الأحجام الكبيرة، فضلت أن يكون إصدارها من فئة الأصغر حجماً هذه المرة؛ فجهاز “iPhone SE” حجمه 4 بوصات، كذلك لا يزيد “iPad Pro” عن 9.7 بوصة فقط، وهو الوحيد من نوعه بهذا الحجم.
وبينما يعد هذا الحدث معاكساً لتوجهات أبل خلال الفترة الماضية، والتي حققت نجاحاً هائلاً مع إصدار “iPhone 6 Plus”و “iPhone 6″، وتسارع نمو مبيعاتها عند إطلاقهما عام 2014. بالإضافة إلى أن المستهلكين، لاسيما الصينيون منهم، أعجبوا بتصميم هذين الجهازين اللذين بلغ قياس شاشتيهما 4.7 و5.5 بوصة. وقد سجلت أبل أرقاماً قياسية في مبيعاتها وقتئذ، بواقع 74.5 مليون جهاز، وإيرادات فصلية بلغت 74.6 مليار دولار، وأرباح فصلية بلغت 18 مليار دولار.
أما النسخة الأصلية لجهاز “iPad Pro” بحجم 12.9 بوصة، فقد صدرت في العام الماضي وحققت نجاحاً متواضعاً، بالرغم من إقبال قطاع واسع من الموظفين لاستخدامه في أداء مهمات مختلفة في أعمالهم. كما استخدمه المصممون والفنانون، لتوافر خاصية القلم “Apple Pencil” في هذا الجهاز.
لكن لماذا لا تستمر أبل بزيادة حجم إصداراتها؟ قد يعود السبب إلى أن الإقبال على الشاشات الكبيرة قد تراجع إجمالاً؛ فمبيعات “iPhone 6s” و”6s Plus” الأخيرة، أقل من 2% عن العام السابق. حتى إن الشركة لم تدرج حجم مبيعات أجهزة آيفون في بيانها الصحافي لتقرير الأرباح، لأن الرقم القياسي الذي سجلته، وهو 74.8 مليون جهاز، لا يبدو كبيراً بوصفه نمواً سنوياً معدله 0.4%، أي أبطأ معدل منذ أول إصدار لآيفون في 2007.
وبدلاً من ذلك، عمدت أبل إلى تصميم إصداراتها المقبلة بأحجام صغيرة. وفي التركيز على هواتف آيفون الكبيرة، تباطأت مبيعات جهاز “5s”. وبالرغم من استمرار بيعه حتى الآن، إلا أن أداء تلك المبيعات يتراجع منذ أكثر من عامين. وقد بينت آبل في حدثها الأخير أنها باعت أكثر من 30 مليون جهاز آيفون بحجم 4 بوصات (يفترض في الغالب أنه 5S) في عام 2015.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك: “إننا نرحب اليوم بعضو جديد إلى أسرة آيفون، بناء على طلب العديد من عملائنا. ونعتقد بأنهم سيعجبون به.” فيما يشمل “iPhone SE ” الجديد على معالج “A9” نفسه في جهاز “iPhone 6S”، والذي ينبغي أن يجعله أسرع بكثير من “iPhone 5s” القديم. كما جرى تطوير الكاميرا لتصل إلى 12 ميغا بيكسل.
كذلك، فإن العملاء الذين يرغبون بشراء جهاز بحجم 4 بوصات، لن يفوتوا الآن بعض المميزات مثل: البحث من دون استخدام اليدين (سيري) أو الصور الحية. كما يقدم “iPad Pro ” الجديد أداء متطوراً لمجموعة من العملاء الذين يريدون منتجاً أصغر أو أرخص.
وعموماً، حققت أبل إيرادات ضخمة من بيع أجهزتها، لكن يجب أن تنظر الشركة إلى هامش النمو بجدية أكبر. فقد اعتادت الشركة على تحقيق ذلك من خلال شاشاتها الكبيرة، لكنها عادت الآن مرة أخرى إلى الأجهزة صغيرة الحجم ذات الكلفة الأقل. ومن المثير للاهتمام أن نرى هذا التوجه يؤتي ثماره بطريقة مجدية.
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط
المقال “أبل” تتجه نحو الإصدارات الأصغر حجماً تم كتابته في جريدة البورصة.